العمل والأخذ بالأسباب دراسة في الثقافة الإسلامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، كلية أصول الدين والدعوة، جامعة الأزهر، الـمنصورة، مصر

المستخلص

المستخلص:
خلق الله الكون كله بعلم وحكمة ﴿صنع الله الذي أتقن كل شيء﴾ ومنه الأرض التي وهب لها عطاءات:
الأول: تذليلها وتمهيد السبيل فيها ﴿هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا﴾ ليس فيها صعوبة على الأحياء فوقها. فأصبح سهلا أن يمشوا فيها ويعمروها.
الثاني: بسطها وتوسيعها ﴿والله جعل لكم الأرض بساطا. لتسلكوا منها سبلا فجاجا﴾ .
الثالث: تثبيتها بالجبال فلا تميد ولا تضطرب: ﴿وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم﴾ .
الرابع: مدّها بالماء لتحيا ويحيا من يسكنها: ﴿ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها﴾ .
الخامس: جعلها خزائن للأرزاق والأقوات ﴿وقدَّر فيها أقواتها﴾ .
السادس: نشر البركة فيها: ﴿وبارك فيها﴾ وتعني البركة كثرة الخيرات الحاصلة منها وأنها لن تبخل عن سكانها.
السابع: ربط الحصول على بركتها وخيراتها بالسعي والحركة والعمل ﴿فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه﴾ أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها وترددوا في أرجائها طلبا للرزق في أنواع المكاسب والتجارات. وجعل نتيجة ذلك ﴿وكلوا من رزقه﴾ .
الثامن: أنه تعالى وهب الكائنات الحية على الأرض وسائل عيشها، وجعل لها القدرة في أعضائها على بذل الجهد البدني والعقلي للسعي، على اختلاف أنواعها ودرجاتها لتحصل على ما يقيم حياتها ويدفع عنها غائلة الجوع والتشرد. ولا يمكن أن تقوم حياة دون عمل ولا تستقيم إلا بجهد منظم على مستوى الفرد ثم الجماعة.
ولما كان للعمل هذه الأهمية في حصول الإنسان على احتياجاته ولعمارة الكون، وكان التقدم الاقتصادي ورفع غائلة الجوع والغلاء مربوطا بالأخذ بالأسباب فقد اهتمت الثقافة الإسلامية بالعمل والأخذ بالأسباب لإقامة الاقتصاد الجيد المنتج للخير على هذه الأرض. وهو ما عمل عليه هذا البحث.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


المجلد 1، العدد 1 - الرقم المسلسل للعدد 1
كتاب المؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة الـمنعقد في الكلية يوم الأحد 22 من شعبان 1445 هـ الـموافق 3 مارس 2024 م بعنوان (التدابير الشرعية والعملية في مواجهة أزمة الغلاء العالمية).
2024
الصفحة 2067-2165