دور المحدثين العلمي والعملي في مواجهة الغلاء والقحط

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الحديث وعلومه، كلية أصول الدين والدعوة، جامعة الأزهر، المنصورة، مصر

المستخلص

الملخص:
* لا شك أن أوقاتاً عصيبة قد مرت على الأمة، حيث أحد أسبابها: الغلاء والقحط؛ لذا هب أولوا الأحلام والنهى لمواجهة ذلك، وكان المحدثون في طليعة المتصدين، ولا غرو؛ إذ كانوا وما زالوا هم القاطرة التي تحث الناس على إخراج صدقاتهم عن طيب خاطر في مواجهة تلك الكوارث، وقد كان دورهم بارزاً من خلال:
أ-حشدهم للنصوص القرآنية والنبوية، محل الموضوع، وتوضيحها للناس؛ تأجيجاً لمشاعرهم وتهييجاً لعواطفهم؛ وذلك لإخراج ما يجودون به عن طيب نفس؛ وفاءً بحق الفقراء، وإرضاءً لله تعالى.
ب- القدوة العملية التي قام بها مَن توافرت فيه شروط الإنفاق والصدقات.
غير أني لاحظت قلة الوارد من الأخبار عن المحدثين وحالات إنفاقهم لمواجهة الغلاء والقحط؛ ولعل ذلك راجع لقلة الأثرياء منهم.
ربما لأن أكثر المحدثين كانوا من المستورين معيشياً؛ إذ أنهم ما كانوا يدخلون على الحكام، وما كان ديدنهم في الحياة محاولة الحصول على الثروات ورغد العيش، بل كان عيشهم الكفاف، وقد كان سيدهم e يمر عليه الشهر والشهران ولا يوقد في بيته ناراً؛ لذا كان البعض منهم يتخذ مِهناً تغنيه عن الناس، وعن عطايا الحكام، فكان سعيد بن المسيب زيّاتاً.
صحيح أنني وجدت عددا من المحدثين كانوا من الأثرياء مثل الأئمة: البخاري، وابن المبارك، والليث بن سعد، الذين ضربوا نماذج للإنفاق والبذل والعطاء، لكن غالبية المحدثين لم يكونوا كذلك!

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


المجلد 1، العدد 1 - الرقم المسلسل للعدد 1
كتاب المؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة الـمنعقد في الكلية يوم الأحد 22 من شعبان 1445 هـ الـموافق 3 مارس 2024 م بعنوان (التدابير الشرعية والعملية في مواجهة أزمة الغلاء العالمية).
2024
الصفحة 823-888