دراسة حديث أبي هريرة عند البخاري «بينا أنا قائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم» والرد على من قال بأنه: شاذ بل منكر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

ما زالت الألسن والأقلام تخوض في صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى، وكأن الإمام البخاري لما ألف كتابه (الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله e وسننه وأيامه) أخفاه، ولم يعرضه على أساطين النقاد في عصره، وهم الذين لم يجد الزمان بمثلهم، ولم يصل أحد لرتبتهم ممن أتى بعدهم حتى اليوم، وهؤلاء الجهابذة قد سلّموا له، ثم تجد بعضاً من المتأخرين، رتبة، وطبقة، وقيمة، عن الأولين يحاولون هز الثقة في الصحيح.
ولعل القصد من وراء ذلك؛ نزع هالة الاحترام والتبجيل والتوقير المتوارثة عبر العصور للصحيحين، وعلى رأسهما: صحيح الإمام البخاري، معللين ذلك: أن البخاري قد خرّج عن رواة تكلم فيهم النقاد، غافلين، أو غير واقفين على تصريحه، بأنه لا يخرج إلا ما صح عنده من حديث من يروي عنه، فقال: (كل رجل لا أعرف ‌صحيح ‌حديثه ‌من ‌سقيمه لا أروي عنه، ولا أكتب حديثه).
كما أنه - أيضاً - يخرج لمن تُكلم فيه إذا تابعه عاضد أو متابع، كما نص على ذلك الحافظ في الهدي، وقد اتبعت في كل ما سبق المنهج الاستقرائي والتحليلي والنقدي.
وحرصت على أن يكون البحث مكتوباً بأسلوب سهل، وعبارة واضحة، وتأصيل للمعلومة، حتى يؤدي البحث الغرض الذي كتب من أجله، وهو المساعدة في نصرة السنة النبوية، وفهمها، ودفع الإشكالات التي قد ترد على بعضها، والذب عن الصحيح.
وقبل ذلك كله، إرضاءً لله تعالى، ونصرة لنبيه سيدنا محمد e، وأملاً في أن أنال شفاعته يوم القيامة، وطمعاً في شربة من يده الشريفة؛ كي لا أظمأ بعدها أبداً، حتى يمنّ الله تعالى عليّ، فيرحمني، ويكرمني بدخول جنته، ودار كرامته؛ تفضلاً، ومنّاً، فهو الكريم الذي إذا أعطى فلا حدود لعطائه، وهو ولي ذلك وأهله، فهو سبحانه أهل التقوى وأهل المغفرة، وما ذلك على الله بعزيز، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية